ما هي الحالات التي يمكن أن يحتاج الطفل فيها للإنعاش القلبي التنفسي بعد الولادة مباشرة ؟
- الحالات
المتعلقة بالولادة : تطاول فترة المخاض لمدة تزيد عن 24 ساعة - تعسر تخلص
الكتفين - انسدال الحبل السري - تقلصات رحمية غير طبيعية - تمزق أغشية
باكر.
- الحالات المتعلقة بالأم : عمر الوالدة يقل عن 15 سنة أو يزيد عن
35 سنة - عدد الولادات السابقة يزيد عن أربعة - إصابة الأم ببعض
الاضطرابات كالداء السكري والانسمام الحملي.
- الحالات المتعلقة بالجنين :
خداج - ظهور العقي في السائل الأمينوسي - تسرع نبضات قلب الجنين (أكثر من
160 / د) أو تباطؤها (اقل من 120 / د) - فتق حجابي
- في حال تلق الأم
الماخض المخدرات أو المسكنات القوية.
وفي حال وجود أي عامل من عوامل
الخطورة المذكورة أعلاه يجب الإحالة للولادة في المستشفى واتخاذ
الاحتياطات الضرورية التي قد يلزم اللجوء إليها في حال إصابة الوليد
بالاختناق.
إجراء الإنعاش بالتوقيت والأداء المناسبين: إن الهدف الأساسي من إنعاش الطفل هو تأسيس عمليات التنفس والدوران
الطبيعي.. لذا يتطلب تحفيز التنفس الطبيعي تنظيف الطرق التنفسية من
السوائل والمفرزات المخاطية وإدخال وإخراج الهواء من الرئتين عبر تلك
الطرق التنفسية وبصورة منتظمة ويُفيد هذا الإجراء في إتمام عمليات التبادل
الغازي ووصول الأوكسجين إلى الدوران الدموي والتخلص من غاز ثاني أوكسيد
الكربون منه.. أما في حال توقف القلب فيجب تمسيده أيضا وبحركات منتظمة
لضمان عملية الدوران الدموي..
يجب تطبيق المبادئ الأساسية للإنعاش المذكورة أعلاه من خلال الأنشطة التالية:فتح الطرق التنفسية: ويتم هذا عن طريق مص السوائل والمفرزات المخاطية من الفم وفتحتي الأنف
بواسطة الماصة.. ويجب وضع رأس الطفل اخفض من جسمه للسماح للسوائل بالخروج
من الطرق التنفسية.. وفي حال غياب وعي الطفل يُفضل أن يُستخدم طريق هوائي
وذلك لضمان عدم انسداد الطرق التنفسية باللسان الذي قد يسقط نحو البلعوم
عند غياب الوعي ويتم ذلك حالما تنتهي عملية مص السوائل والمفرزات
المخاطية.
آلية إنعاش الطفل حديث الولادة: الضغط باتجاه القلب مئة مرة بالدقيقة - التنفس من فم إلى فم 20 مرة بالدقيقة.
تطبيق الأوكسجين:يُفضل استخدام الأوكسجين في حال توفره مكان الولادة في عملية إنعاش الطفل
حديث الولادة ويُفضل الاعتماد على حركات التنفس الطبيعية في إدخال
الأوكسجين إلى الرئة وإلا كان لا بد من اللجوء إلى التنفس الاصطناعي
بالضغط الايجابي المتكرر.. إن معدل ضغط الأوكسجين المستخدم هو 7 سم ماء
وبمعدل جريان يقارب 2 ليتر أوكسجين / دقيقة.. ويمكن استخدام قثطرة أنفية
مناسبة لهذه العملية التي يجب أن يكون طولها يعادل المسافة بين انف الطفل
وأذنه.
التنفس من فم إلى فم:في حال عدم توفر الأجهزة والمواد اللازمة لإجراء التنفس الاصطناعي لا بد
من اللجوء إلى طريقة التنفس من فم إلى فم حيث يوضع فم المنعش على فم الطفل
(أو على طريق الهواء المستخدم) ويقوم بدفع الهواء داخل فم الطفل وبمعدل 20
مرة في الدقيقة وبدون اللجوء إلى دفع الهواء بقوة وذلك بالاعتماد على
عضلات الخدين فقط وبكمية هواء مناسبة لحجم رئتي الطفل الوليد.
تمسيد القلب الخارجي: إذا تعرض الطفل حديث الولادة إلى الاختناق يزداد خطر توقف القلب لديه، وفي
حال حدوث ذلك لا بد من القيام بتمسيد القلب الخارجي وبصورة إسعافية وبدون
أي تأخير.. ويحدث أثناء تمسيد القلب انضغاطه بصورة منتظمة بين العمود
الفقري والقص ليتم بعد ذلك تنبيهه وبالتالي استعادة القلب قدرته على
الانقباض والانبساط المنتظم الطبيعي (التلقائي).
أما عند القيام بتمسيد القلب الخارجي لا بد من وضع الطفل بوضعية الاستلقاء
على سطح صلب ثم يوضع رأس الإصبع الأول والثاني ليد المنعش اليمنى على
النهاية السفلية لقص الوليد ثم يتم الضغط عليها نحو الأسفل بصورة متكررة
ومنتظمة وبمعدل 100 حركة بالدقيقة.. ويجب الانتباه إلى عدم استخدام قوة
زائدة أثناء القيام بهذه العملية لأن الهدف منها تنبيه حركات القلب وليس
كسر عظام القص أو الأضلاع.. ويجب أن تترافق هذه العملية بالتنفس الاصطناعي
الفموي أو الآلي في حال توفر الوقت والتجهيزات اللازمة، كما يجب الاستمرار
بهذه العملية في حال عدم استجابة الطفل ولمدة نصف ساعة على الأقل يمكن
خلالها الوصول إلى وحدة الإنعاش التي قد تنجح بإعادة التنفس الطبيعي
ونبضات القلب التلقائي.
مراقبة الطفل بعد الإنعاش: إن تعرض الطفل للاختناق البدئي عند الولادة يزيد من معدل خطورة إصابته
بعدم انتظام أو فعالية التنفس الطبيعي لديه وإمكانية حدوث الاختناق
الثانوي.. لذا يجب مراقبة كل الأطفال الذين خضعوا للإنعاش بعد الولادة
ويُفضل أن يتم ذلك في وحدة العناية المشددة في إحدى المشافي وعند إحالة
الطفل إلى هذه الوحدة يجب مرافقته من قِبل عنصر مدرب.
يجب مراقبة كل طفل خضع للإنعاش بعد الولادة بصورة مستمرة ولفترة ثلاثة أيام بعد الولادة.
رعاية صحة الطفل في الأسبوع الأول من الحياة:يقوم الطفل حديث الولادة، بعد تأسيس وظائفه الحيوية الأساسية التي تساعده
على الحياة بصورة مستقلة خارج الرحم، بالتطور التدريجي خلال الأيام
والأسابيع الأولى بعد الولادة، وخلال هذه الفترة تتأسس الوظائف الحيوية
الداعمة لبقاء الطفل كالنوم والرضاعة والتبول والتغوط.. إن الاحتياجات
الأساسية للطفل في هذه الرحلة تتركز على التغذية، المحافظة على حرارة
الجسم، الحماية من الإنتان والرعاية الوالدية.. ويمكن أن تظهر بعض
المضاعفات التي تعرقل التطور في هذه المرحلة نتيجة لعدم تلبية احتياجات
الطفل الفيزيولوجية والعاطفية.. إن الهدف من رعاية صحة الطفل في الأسبوع
الأول بعد الولادة هو التأكد من توفير الاحتياجات الفيزيولوجية والعاطفية
للطفل، تأسيس نمط رعاية والدية مناسب للطفل في حياته اليومية، متابعة
مراقبة الطفل لتحري أية مضاعفات يمكن أن تظهر في هذه المرحلة وبالتالي
كشفها وتدبيرها بصورة مناسبة.
تأسيس العلاقة بين الأم والطفل:إن التماس المباشر وإرضاع الطفل من الثدي هما طريقتان هامتان في تأسيس
العلاقة الرابطة بين الأم والطفل ولكن إضافة إلى ذلك فإن قيام الأم
بالعناية بطفلها بنفسها هي طريقة أخرى هامة.. إن الأمهات الصغيرات ولا
سيما اللواتي أنجبن للمرة الأولى هن بحاجة للمساعدة والتشجيع للقيام
بإجراءات تنظيف الطفل وتغير فوطه واستحمامه وبالتالي زيادة معرفته ومعرفة
احتياجاته اليومية وزيادة الاهتمام والرغبة في إجراء ذلك.. وفي حال
الولادة المنزلية يجب على العنصر الصحي زيارة الأم في المنزل وتوعيتها حول
احتياجات المولود الجديد ومساعدتها وتعليمها بصورة لطيفة كيف يمكن أن يتم
ذلك بصورة صحيحة.. أما في حال الولادة في المشفى فلا بد من إشراك الأم
بالقيام بتلك الأنشطة ولا سيما إذا كانت حالة الأم الصحية تسمح بذلك..
يفيد التماس المباشر والمبكر بين الأم والطفل في تأسيس العلاقة بينهما
بشكل عاطفي صحيح.
مراقبة الطفل لكشف الاضطرابات الخاصة لحديثي الولادة بصورة مبكرة: قد تصيب بعض الاضطرابات الطفل خلال الأسبوع الأول من الحياة ولا سيما تلك
الناجمة عن التشوهات والاضطرابات الاستقلابية الخلقية.. ويمكن أن تتطور
هذه الاضطرابات بسرعة فتصبح خطرة على حياة الطفل.. وتتميز هذه الاضطرابات
بعوارض مبكرة يجب الانتباه إليها في حال ظهورها وتوفير الإحالة الإسعافية
لاستشارة طبية اختصاصية للتشخيص والمعالجة الباكرة.. وتُدعى هذه العوارض
بعلامات الخطورة عند الأطفال حديثي الولادة في الأسبوع الأول من الحياة
وهي:
الزرقة ولا سيما في الوجه وحول الفم - الشحوب الشديد - نزف سري أو إقياء
او تغوط مدمى - ظهور اليرقان منذ اليوم الأول بعد الولادة وبعد الأسبوع
الثاني من الحياة - تأخر التغوط الأول أكثر من 36 ساعة بعد الولادة - تأخر
التبول الأول أكثر من 36 ساعة بعد الولادة - التشنجات والاختلاجات - رضوض
ولادية ظاهرة..
يجب مراقبة الطفل حديث الولادة ولا سيما في الأسبوع الأول من الحياة للكشف
المبكر عن علامات الخطورة التي يجب كشفها بصورة مبكرة لحماية حياة الطفل..
التلقيح: إن وقاية الطفل من الأمراض الإنتانية الخطرة يجب أن يتم في أبكر فرصة
ممكنة من الحياة.. ويمكن حماية الطفل الوليد من الكزاز بتلقيح كافة النساء
في سن الإنجاب بالمصل المضاد للكزاز وفي حال عدم حدوث ذلك لا بد من
استدراك الأمر بتلقيح الأم أثناء الحمل بجرعتين متواليتين بفاصل شهر على
أن تُعطى الجرعة الثانية بفترة لا تقل عن أسبوعين من موعد الولادة
المتوقع.. أما في الأسبوع الأول بعد الولادة فيجب إعطاء الطفل كلا من
الجرعة صفر من لقاح الشلل والجرعة الأولى من لقاح التهاب الكبد البائي
واللقاح المضاد للسل BCG (ب.ث.ج).